هل الكحة مؤشر
حساسية أم نزلة برد؟ وكيف تفرقين بينهما بسهولة؟
الكحة واحدة من أكثر الأعراض انتشارًا بين الأطفال والكبار، وعلى الرغم من أنها تبدو عرضًا بسيطًا، إلا أنها قد تكون مؤشرًا لحالات مختلفة، مثل نزلات البرد، التهاب الشعب الهوائية، أو الحساسية التنفسية. كثير من الأمهات يتساءلن: هل كحة طفلي سببها حساسية أم نزلة برد؟ وهل تحتاج زيارة الطبيب أم أنها ستتحسن من تلقاء نفسها؟
في هذا المقال سنوضح الفروق بين الكحة الناتجة عن الحساسية والكحة الناتجة عن نزلات البرد بناءً على الأعراض، مدة المرض، التوقيت، محفزات الكحة، وطريقة العلاج المناسبة لكل حالة، مع نصائح وعلامات خطر يجب الانتباه لها.
ما هي الكحة ولماذا تحدث؟
الكحة هي رد فعل طبيعي يقوم به الجسم لطرد المواد المهيجة أو المخاط من الجهاز التنفسي. وهي وسيلة حماية وليست مرضًا بحد ذاتها. ولكن إذا استمرت الكحة لفترة طويلة أو كانت مصحوبة بأعراض أخرى مزعجة، فهي مؤشر يحتاج إلى تفسير.
تقسم الكحة عادة إلى:
- كحة حادة: تستمر أقل من 3 أسابيع.
- كحة مزمنة: تستمر أكثر من 4 أسابيع لدى الأطفال و8 أسابيع لدى البالغين.
الكحة الناتجة عن نزلات البرد: الأسباب والأعراض
نزلات البرد تحدث نتيجة عدوى فيروسية، وغالبًا ما يصاب بها الأطفال أكثر من البالغين، خاصةً خلال فصلي الشتاء والخريف.
أبرز أعراضها:
- سخونة خفيفة أو متوسطة
- انسداد أو سيلان الأنف
- عطس متكرر
- التهاب أو ألم في الحلق
- كحة مصحوبة ببلغم أو مخاط
- إرهاق عام وضعف الشهية
- عادةً ما تظهر الأعراض تدريجيًا، وتزداد الكحة ليلًا أو بعد النوم بسبب تجمع الإفرازات في مجرى التنفس.
مدة المرض:
تستمر نزلة البرد من 7 إلى 14 يومًا، وقد تطول قليلًا عند الأطفال الأصغر سنًا.
كيف تبدو الكحة؟
في البداية قد تكون جافة، ثم تتحول إلى كحة رطبة (ببلغم). لون المخاط قد يتحول للأصفر أو الأخضر وهذا طبيعي نتيجة نشاط الجهاز المناعي وليس بالضرورة عدوى بكتيرية.
الكحة الناتجة عن الحساسية: الأسباب والأعراض
الحساسية التنفسية ليست عدوى وليست معدية، لكنها استجابة مبالغ فيها من الجهاز المناعي لبعض المثيرات مثل الغبار، العطور، الدخان، ريش الطيور، وبر الحيوانات أو تغيرات الطقس.
أعراض الحساسية الشائعة:
- كحة جافة مستمرة
- صفير أو ضيق في التنفس عند بعض الحالات
- حكة في الأنف أو العيون
- دموع أو احمرار العينين
- رشح مائي وليس كثيفًا مثل نزلات البرد
- عدم وجود حرارة
مدة الكحة:
- تستمر الحساسية أيامًا أو أسابيع، وقد تصبح مزمنة إذا لم يتم علاجها أو تجنب المحفزات.
كيف تبدو الكحة؟
- غالبًا تكون جافة ومتكررة وقد تزداد ليلًا أو مع المجهود البدني أو التعرض للمهيجات.
الفرق بين الكحة الناتجة عن الحساسية ونزلات البرد
|
الفرق |
نزلة البرد |
الحساسية |
|
وجود حرارة |
شائع |
نادر |
|
نوع الكحة |
في البداية جافة ثم ببلغم |
غالبًا جافة |
|
وجود ألم في الحلق |
موجود |
قليل |
|
العين والأنف |
انسداد الأنف شائع |
حكة واحمرار ودموع |
|
مدة الأعراض |
أسبوع إلى أسبوعين |
قد تستمر أسابيع أو تعود موسميًا |
|
بداية الأعراض |
تدريجية |
فجائية بعد التعرض لمهيّج |
محفزات تساعدك على معرفة السبب
❗إذا بدأت الكحة فجأة بعد التعرض لعطر، تراب، أو دخان → فغالبًا السبب حساسية.
❗إذا بدأت الكحة بعد إصابة أحد أفراد الأسرة بالبرد وانتقلت تدريجيًا → فغالبًا نزلة برد.
متى تستدعي الكحة زيارة الطبيب؟
يجب التوجه للطبيب إذا ظهرت إحدى العلامات التالية:
- صعوبة في التنفس أو صوت صفير قوي
- زرقة الشفاه أو تغير لون الجلد
- كحة مستمرة لأكثر من 3 أسابيع
- ارتفاع الحرارة لأكثر من 48 ساعة
- رفض الطعام أو السوائل
- القيء المصاحب للكحة
- نوم الطفل بشكل غير طبيعي أو خمول شديد
هل تحتاج الكحة الناتجة عن نزلة البرد علاج دوائي؟
في أغلب الحالات، لا تحتاج نزلات البرد إلى مضادات حيوية لأنها ناتجة عن فيروس، ويمكن علاجها في المنزل من خلال:
- شرب سوائل دافئة
- استخدام جهاز البخار مع محلول ملحي
- العسل للأطفال فوق عمر السنة
- رفع الرأس أثناء النوم لتخفيف البلغم
- بخاخات الأنف الملحية
كيف يتم علاج الكحة الحساسية؟
تعتمد خطة العلاج على شدة الأعراض وقد تشمل:
- تجنب المحفزات مثل الغبار والعطور
- جلسات بخار عند الحاجة
- مضادات الحساسية (تحت إشراف طبي)
- بخاخات موسعة للشعب أو كورتيزون عند وجود صفير أو ضيق
هل يمكن أن تتحول نزلة البرد إلى حساسية؟
- نعم، بعض الأطفال ذوي القابلية الوراثية قد تتكرر لديهم التهابات الجهاز التنفسي حتى تتحول لحساسية صدريّة. لذلك المتابعة مهمة إذا تكررت الكحة أكثر من 3 مرات خلال 6 أشهر.
- التمييز بين النوعين ضروري لاختيار العلاج الصحيح وتجنب الأدوية غير المناسبة، خصوصًا للأطفال.
هل الكحة الليلية مؤشر حساسية أم نزلة برد؟
من أكثر ما يقلق الأهل هو اشتداد الكحة ليلًا، خاصة عندما توقظ الطفل من النوم أو تسبب له صعوبة في التنفس. ورغم أن الكحة الليلية قد تحدث في كلا الحالتين، إلا أن نمطها يساعد في التفريق بين السبب.
الكحة الليلية في نزلة البرد
عندما تكون الكحة بسبب نزلة برد، فإنها تزداد ليلًا نتيجة تجمع الإفرازات في الحلق والأنف أثناء الاستلقاء. مع مرور الساعات، يبدأ الطفل في السعال لإخراج المخاط أو البلغم، وقد تترافق مع صوت "تغرغر" أو بلغم واضح.
وغالبًا تتحسن هذه الكحة عند:
- رفع رأس الطفل على وسادة إضافية
- استخدام جهاز بخار دافئ
- تنظيف الأنف بمحلول ملحي قبل النوم
الكحة الليلية في الحساسية
أما في حالة الحساسية، فتزداد الكحة ليلًا ليس بسبب المخاط، بل بسبب تهيج الشعب الهوائية خاصة إذا كانت غرفة الطفل تحتوي على أحد المحفزات التالية:
- الغبار أو عث الفراش
- السجاد والأقمشة الثقيلة
- معطرات الجو والشموع
- فرو الحيوانات
- كما قد يصاحب الكحة صفير أو ضيق في التنفس، وقد يحدث أن يستيقظ الطفل فجأة وهو يشعر بصعوبة في أخذ نفس عميق — وهذا عرض شائع لدى مرضى الربو التحسسي.
لذلك ينصح الأطباء عادة بـ:
- تهوية الغرفة يوميًا
- استخدام حرارة معتدلة وعدم تغطية الطفل بإفراط
- غسل المفروشات أسبوعيًا بماء ساخن
- تجنب العطور والمثيرات داخل المكان
هل يمكن أن توجد الحالتان معًا؟
- الإجابة: نعم.
- في بعض الحالات، يبدأ الطفل بنزلة برد بسيطة ثم تتطور لديه الكحة بسبب وجود حساسية صدرية أو استعداد وراثي. ولذلك، إذا استمرت الكحة بعد اختفاء أعراض البرد أو أصبحت متكررة في نفس الفصول من العام، فهذا يشير غالبًا لوجود حساسية تحتاج لتقييم طبي.
خلاصة المقال
✔️ الكحة مع حرارة وبلغم وانسداد أنف → غالبًا نزلة برد وتتحسن خلال أسبوعين.
✔️ كحة جافة متكررة بدون حرارة وتزداد مع الغبار أو الروائح → غالبًا حساسية.
