📁 آخر الأخبار

أسباب الطلق المبكر في الحمل وكيفية علاجه

 الطلق المبكر: الأسباب، الأعراض، والعلاج للحفاظ على الحمل
اسباب الطلق المبكر

يُعدّ الطلق المبكر في الشهر السادس من أخطر المشكلات التي قد تواجه الحامل في النصف الثاني من الحمل، لأنه قد يهدد استمرار الحمل ويعرض الجنين لخطر الولادة المبكرة. لذلك، من المهم أن تتعرّف كل أم على أسبابه وأعراضه وطرق التعامل السليمة معه لتفادي المضاعفات الخطيرة.
في هذا المقال من مدونة أول خطوة، نوضح كل ما تحتاجين معرفته عن الطلق المبكر في الشهر السادس، من العلامات التحذيرية إلى العلاجات الطبية والنصائح الوقائية، بطريقة مبسطة وموثوقة.

ما هو الطلق المبكر ؟

الطلق المبكر هو حدوث انقباضات رحمية منتظمة قبل الأسبوع السابع والثلاثين من الحمل، تؤدي إلى تغيّر في عنق الرحم (أي اتساعه أو قصره)، مما قد يسبب الولادة قبل الأوان.
في الشهر السادس (ما بين الأسبوع 24 إلى 27)، يُعدّ الجنين في مرحلة حساسة جدًا من النمو، ورئتيه لم تكتمل بعد، لذا فإن الولادة المبكرة في هذا الوقت قد تشكل خطرًا على حياته.

الفرق بين الطلق الكاذب والطلق المبكر الحقيقي

من المهم التمييز بين الطلق الكاذب (أو انقباضات براكستون هيكس) والطلق المبكر الحقيقي:

  1. الطلق الكاذب: غير منتظم، متقطع   يختفي بالراحة أو شرب الماء، قوته خفيفة إلى متوسطة، لا يسبب توسعًا في الرحم.                    
  2. الطلق المبكر الحقيقي: منتظم ومتزايد مع الوقت،يستمر حتى مع الراحة       تزداد تدريجيًا في القوة، يؤدي لتوسع أو قصر في عنق الرحم.          

إذا كانت الانقباضات قوية، متقاربة، ولا تختفي مع الراحة، يجب مراجعة الطبيب فورًا لأنها قد تدل على طلق مبكر حقيقي.

أعراض الطلق المبكر في الشهر السادس

تختلف الأعراض من امرأة لأخرى، لكنها غالبًا تشمل:

  • انقباضات رحمية متكررة كل 10 دقائق أو أقل.
  • ألم أسفل الظهريمتد إلى الفخذين ويزداد مع الوقت.
  • ضغط في الحوضوكأن الجنين يندفع لأسفل.
  • تقلصات تشبه وجع الدورة الشهرية ولكنها منتظمة ومستمرة.
  • زيادة في الإفرازات المهبلية، وقد تكون مائية أو دموية أو لزجة.
  • شعور بانقباض أو قساوة في البطن عند لمسها.
  • في بعض الحالات، نزول السائل الأمنيوسي (ماء الجنين).
  • ظهور أي من هذه الأعراض يستدعي التوجه للطبيب فورًا أو الذهاب إلى الطوارئ، لأن سرعة التعامل تمنع تفاقم الحالة.

أسباب الطلق المبكر في الشهر السادس

توجد عدة عوامل قد تؤدي إلى حدوث الطلق المبكر، منها ما يتعلق بالأم، ومنها ما يخص الجنين أو المشيمة:

1. الالتهابات المهبلية أو البولية

الالتهابات من الأسباب الأكثر شيوعًا، لأنها تحفّز إفراز مواد كيميائية (مثل البروستاغلاندين) تؤدي إلى انقباض الرحم. لذلك من المهم علاج أي التهابات فور ظهورها.

2. ضعف عنق الرحم

بعض السيدات لديهنّ **قصر أو ضعف في عنق الرحم**، مما يجعله غير قادر على تحمّل وزن الحمل فيتوسع مبكرًا.

3. الحمل بتوأم أو أكثر

الحمل المتعدد يزيد الضغط على الرحم، وبالتالي تزداد احتمالية حدوث الطلق المبكر.

4. المشكلات في المشيمة أو السائل الأمنيوسي

مثل انفصال المشيمة الجزئيأو زيادة أو نقص السائل الأمنيوسي.

5. المجهود البدني الزائد أو الوقوف لفترات طويلة

العمل الشاق أو التعب الشديد قد يسبب إجهاد عضلات الرحم ويسبب الانقباضات المبكرة.

6. التدخين أو التعرض للنيكوتين والكافيين المفرط

المواد المنبهة تؤثر في تدفق الدم للمشيمة وتزيد خطر الولادة المبكرة.

7. التوتر والقلق النفسي

الإجهاد النفسي يزيد إفراز هرمونات تؤثر في انقباضات الرحم.

التشخيص الطبي للطلق المبكر

عند توجه الحامل للطبيب، يتم تشخيص الحالة عبر مجموعة من الخطوات تشمل:

  • فحص عنق الرحم يدويًا أو بالسونار لمعرفة هل هناك اتساع أو قصر.
  • مراقبة الانقباضاتبجهاز خاص لمتابعة قوتها وانتظامها.
  • تحليل بول ومسحة مهبلية للكشف عن الالتهابات.
  • موجات صوتيةلمتابعة وضع الجنين وكمية السائل الأمنيوسي.
  • هذا التشخيص الدقيق يساعد الطبيب على تحديد نوع العلاج المناسب لكل حالة.

علاج الطلق المبكر في الشهر السادس

يعتمد العلاج على مدى خطورة الحالة واستجابة الرحم، ومن أهم الوسائل العلاجية:

1-مثبتات الحمل (البروجسترون)

تُستخدم أقراص أو تحاميل تحتوي على هرمون البروجسترون لتقوية بطانة الرحم وتقليل الانقباضات.

2- أدوية منع الانقباضات 

مثل دواء **نيفيديبين** أو **أتوسيبان**، تعمل على تهدئة عضلات الرحم مؤقتًا لمنع الولادة المبكرة.

3- حقن الكورتيزون

يُعطى الكورتيزون في بعض الحالات للمساعدة على نضوج رئة الجنين في حال توقع الولادة المبكرة، مما يقلل مضاعفات الولادة.

4- المضادات الحيوية

إذا ثبت وجود التهابات، تُعطى مضادات مناسبة لعلاج السبب ومنع تكرار الطلق.

5- الراحة التامة

الراحة والنوم الكافي عنصران أساسيان في السيطرة على الحالة، لذلك يُنصح بتقليل الحركة والابتعاد عن أي مجهود.

نصائح مهمة للتعامل مع الطلق المبكر في المنزل

إلى جانب العلاج الطبي، هناك خطوات داعمة تساعد في استقرار الحالة:
1. الإكثار من شرب الماء والسوائل الطبيعية لتجنب الجفاف.
2. تجنب العلاقة الزوجية تمامًا في هذه المرحلة.
3. الراحة النفسيةوتخفيف القلق والتوتر قدر الإمكان.
4. الابتعاد عن الكافيين والمنبهات والمشروبات الغازية.
5. تغذية متوازنةغنية بالخضروات والبروتينات للحفاظ على صحة الأم والجنين.
6. متابعة الطبيب بانتظام وعدم إهمال أي أعراض بسيطة.

الوقاية من الطلق المبكر

الوقاية دائمًا خير من العلاج، ويمكن للحامل تقليل خطر الطلق المبكر من خلال:

  • المتابعة الدورية للحمل من بدايته.
  • معالجة الالتهابات فورًا.
  • تجنب التدخين والروائح الكيميائية.
  • تجنب السفر لمسافات طويلة أو الجلوس لفترات مرهقة.
  • الحفاظ على الوزن المثالي قبل وأثناء الحمل.
  • تناول الفيتامينات التي يصفها الطبيب بانتظام.

متى تصبح الولادة المبكرة حتمية؟

في بعض الحالات، قد لا يتمكن الأطباء من إيقاف الطلق رغم استخدام كل الوسائل العلاجية، خصوصًا إذا كان هناك خطر على حياة الأم أو الجنين، مثل:

  • انفجار كيس الماء (نزول السائل الأمنيوسي) قبل الأوان.
  • انفصال المشيمة الكامل.
  • تدهور صحة الجنين داخل الرحم.
  • في هذه الحالات يتم التحضير للولادة المبكرة في بيئة طبية مجهزة بحضّانات ورعاية مكثفة للرضع.

فرص نجاة الجنين

تختلف فرص نجاة الجنين في حالات الولادة المبكرة بحسب الأسبوع الذي تحدث فيه الولادة ومدى نضوج الأعضاء الحيوية، خصوصًا الرئتين والجهاز العصبي. فكل أسبوع إضافي داخل رحم الأم يحدث فارقًا كبيرًا في صحة الطفل وقدرته على الحياة بعد الولادة.

الأسبوع 23 و24:

يُعتبر هذا التوقيت من أكثر المراحل خطورة، لأن الجنين في بداية الشهر السادس ما زال غير مكتمل النمو، خصوصًا في الرئتين والجهاز الهضمي.
فرص النجاة في هذا العمر الحملي لا تتجاوز 30 إلى 40% في أفضل مراكز الرعاية المكثفة، وغالبًا يحتاج المولود إلى رعاية خاصة طويلة الأمد داخل الحضانة، مع احتمالية التعرض لبعض المضاعفات التنفسية أو العصبية لاحقًا.

الأسبوع 25 و26:

في هذا التوقيت تبدأ رئتا الجنين في إنتاج مادة السورفاكتانت التي تساعد على التنفس بعد الولادة، وتتحسن قدرته على الاستجابة للعلاج.
تصل نسبة البقاء على قيد الحياة في هذه المرحلة إلى حوالي 60 – 70%، خاصة إذا تم إعطاء الأم حقن الكورتيزون قبل الولادة لتسريع نضوج الرئتين، وتوفرت حضّانة مجهزة وأطباء متخصصون في الخُدّج.

الأسبوع 27 و28:

مع نهاية الشهر السادس وبداية السابع، يصبح الجنين أكثر قدرة على الحياة خارج الرحم، ويزداد وزنه ليصل إلى نحو كيلوغرام تقريبًا.
تتراوح فرص النجاة في هذه المرحلة بين 80 – 90%، وغالبًا ما تكون المضاعفات أقل خطورة من المراحل السابقة، خاصة إذا كانت الأم تلقت الرعاية اللازمة لوقف الطلق المبكر وتمت الولادة في مستشفى مجهز.

بعد الأسبوع 29:

يُعتبر هذا التوقيت من المناطق الآمنة نسبيًا، إذ تزداد فرص نجاة الطفل إلى أكثر من 95%، ويكون النمو العضوي والعصبي شبه مكتمل. ومع ذلك، قد يحتاج المولود إلى البقاء في الحضانة لأسابيع قليلة لتقوية التنفس واكتساب الوزن الطبيعي.

العوامل التي تؤثر على فرص النجاة:

  1. وزن الجنين عند الولادة: كلما اقترب الوزن من 1.5 كغ أو أكثر، ارتفعت فرص البقاء.
  2. نوع الجنين: الإناث عادةً أكثر قدرة على التحمل من الذكور في الولادات المبكرة.
  3. سرعة التدخل الطبي بعد الطلق: كل دقيقة تُحدث فرقًا في إنقاذ الجنين.
  4. وجود مضاعفات أثناء الحمل مثل تسمم الحمل أو سكري الحمل قد تقلل من نسب النجاة.
  5. كفاءة وحدة العناية المركزة لحديثي الولادة والتقنيات المتوفرة فيها.

خلاصة المقال

الطلق المبكر في الشهر السادس ليس نهاية الحمل بالضرورة، لكنه إنذار يجب التعامل معه فورًا.
فكل دقيقة مهمة لتقليل خطر الولادة المبكرة وحماية الجنين.
الراحة، والعلاج المبكر، والمتابعة المنتظمة هي مفاتيح تجاوز هذه المرحلة بأمان بإذن الله.

نصيحة من مدونة أول خطوة

عزيزتي الأم، لا تهملي أي ألم أو انقباض متكرر في هذه الفترة، فالكشف المبكر قد ينقذ حملك.
استشيري طبيبك دائمًا، وامنحي نفسك الراحة والاطمئنان، فسلامتك وسلامة صغيرك تستحق كل الحرص.



تعليقات