📁 آخر الأخبار

مشاكل المشيمة في الحمل: الأسباب، الأعراض، وطرق العلاج

 مشاكل المشيمة في الحمل: تحديات وتداعيات
مشاكل المشيمة

تُعدّ المشيمة عضوًا حيويًا وأساسيًا خلال فترة الحمل، فهي بمثابة جسر يربط الأم بالجنين، ويوفر له الغذاء والأكسجين، ويخلصه من الفضلات. على الرغم من أهميتها البالغة، قد تواجه المشيمة بعض المشاكل التي تؤثر على صحة الأم والجنين، وتستدعي عناية طبية خاصة. يُسلّط هذا المقال الضوء على أبرز مشاكل المشيمة، أسبابها، أعراضها، وطرق علاجها والوقاية منها.

ما هي المشيمة؟

المشيمة هي عضو مؤقت يتشكل في الرحم أثناء الحمل. تبدأ بالنمو عند انغراس البويضة المخصبة في جدار الرحم. تتصل المشيمة بالجنين عبر الحبل السري، وتعمل على تزويد الجنين بالمواد الغذائية والأكسجين، وإزالة الفضلات وثاني أكسيد الكربون من دم الجنين إلى دم الأم. كما أنها تنتج هرمونات مهمة للحفاظ على الحمل.

أنواع مشاكل المشيمة

تتنوع مشاكل المشيمة في حدتها وتأثيرها. من أبرز هذه المشاكل:

انفصال المشيمة (Placental Abruption):

يحدث انفصال المشيمة عندما تنفصل المشيمة جزئيًا أو كليًا عن جدار الرحم قبل موعد الولادة. يُعتبر هذا من أخطر حالات الطوارئ في الحمل، حيث يمكن أن يؤدي إلى نزيف حاد لدى الأم، وحرمان الجنين من الأكسجين والمواد الغذائية، مما قد يسبب مضاعفات خطيرة أو حتى وفاة الجنين.

الأسباب:

لا يزال السبب الدقيق لانفصال المشيمة غير معروف بالكامل، لكن هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية حدوثه، منها: ارتفاع ضغط الدم، التدخين، تعاطي المخدرات، إصابة في البطن، الحمل المتعدد (توأم أو أكثر)، وانفصال المشيمة في حمل سابق.

الأعراض:

تشمل الأعراض الأكثر شيوعًا نزيفًا مهبليًا (قد يكون خفيفًا أو غزيرًا)، ألمًا شديدًا ومفاجئًا في البطن أو الظهر، وتقلصات في الرحم.

المشيمة المنزاحة (Placenta Previa):

تحدث المشيمة المنزاحة عندما تغطي المشيمة عنق الرحم جزئيًا أو كليًا. هذا الوضع يمنع الولادة الطبيعية، حيث قد يؤدي إلى نزيف حاد أثناء الولادة أو قبلها. تُعدّ المشيمة المنزاحة سببًا شائعًا للنزيف المهبلي غير المؤلم في النصف الثاني من الحمل.

الأسباب:

تزيد بعض العوامل من خطر الإصابة بالمشيمة المنزاحة، مثل: الحمل في سن متأخرة (أكثر من 35 عامًا)، الحمل المتعدد، وجود ندبة في الرحم بسبب جراحة سابقة (مثل الولادة القيصرية)، والتدخين.

الأعراض:

العرض الرئيسي هو النزيف المهبلي الأحمر الفاتح، الذي يبدأ فجأة ولا يكون مصحوبًا بألم. قد يتوقف النزيف ويعاود الظهور مرة أخرى.

المشيمة الملتصقة (Placenta Accreta Spectrum):

في هذه الحالة، تنمو المشيمة بعمق شديد في جدار الرحم. بدلاً من الانفصال بسهولة بعد الولادة، تبقى ملتصقة، مما يسبب نزيفًا غزيرًا وخطيرًا قد يهدد حياة الأم. تُصنّف المشيمة الملتصقة إلى ثلاث درجات حسب عمق الالتصاق:

  1. المشيمة الملتصقة (Placenta Accreta): التصاق المشيمة بجدار الرحم دون اختراقه.
  2. المشيمة المخترقة (Placenta Increta): التصاق المشيمة بعمق أكبر، حيث تخترق جدار الرحم.
  3. المشيمة النافذة (Placenta Percreta): الحالة الأكثر خطورة، حيث تنمو المشيمة عبر جدار الرحم وتصل إلى أعضاء مجاورة مثل المثانة.

الأسباب:

   السبب الرئيسي للمشيمة الملتصقة هو وجود ندبة في الرحم، غالبًا بسبب ولادة قيصرية سابقة. كلما زاد عدد الولادات القيصرية، زاد خطر الإصابة بالمشيمة الملتصقة.

الأعراض:

غالبًا ما لا تظهر أي أعراض خلال فترة الحمل، ويتم تشخيصها عادةً خلال فحص الموجات فوق الصوتية الروتيني. تكون خطورتها الرئيسية أثناء الولادة، عندما تفشل المشيمة في الانفصال.

قصور المشيمة (Placental Insufficiency):

تحدث هذه الحالة عندما لا تتمكن المشيمة من توفير كمية كافية من الدم والمواد الغذائية والأكسجين للجنين.  قد يؤدي ذلك إلى تقييد نمو الجنين (IUGR)، نقص وزن الولادة، وانخفاض مستويات السائل الأمنيوسي.

الأسباب:

قد يكون قصور المشيمة ناتجًا عن عدة عوامل، منها: ارتفاع ضغط الدم المزمن، سكري الحمل، تجلط الدم، التدخين، وتعاطي الكحول أو المخدرات.

الأعراض:

عادةً ما لا تظهر أعراض واضحة للأم، ولكن قد يتم اكتشافها خلال الفحوصات الروتينية عندما يُلاحظ أن حجم الجنين أصغر من المتوقع.

التشخيص والعلاج

يعتمد تشخيص مشاكل المشيمة على الأعراض والفحص السريري، بالإضافة إلى الفحوصات التصويرية مثل الموجات فوق الصوتية (Ultrasound). في بعض الحالات، قد يتم استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) لتقييم عمق التصاق المشيمة.
العلاج يعتمد على نوع المشكلة وشدتها.

  1. انفصال المشيمة: تتطلب هذه الحالة تدخلاً طبيًا فوريًا. إذا كان الانفصال جزئيًا وغير حاد، قد يتم المراقبة في المستشفى. أما في حالات الانفصال الحاد، فإن الولادة الطارئة (غالبًا عن طريق الولادة القيصرية) هي الحل الأمثل لإنقاذ حياة الأم والجنين.
  2. المشيمة المنزاحة: إذا كانت المشيمة المنزاحة لا تسبب نزيفًا، قد يتم مراقبة الحالة. في حال حدوث نزيف، قد تحتاج المرأة إلى دخول المستشفى للمراقبة الدقيقة. غالبًا ما تكون الولادة القيصرية هي الخيار الأمثل للولادة الآمنة.
  3. المشيمة الملتصقة: تتطلب هذه الحالة تخطيطًا دقيقًا للولادة، وعادةً ما تتم في مركز طبي متخصص يتوفر فيه فريق جراحي جاهز للتعامل مع أي مضاعفات. غالبًا ما تُجرى عملية استئصال الرحم (hysterectomy) بعد الولادة القيصرية لمنع النزيف.
  4. قصور المشيمة: لا يوجد علاج مباشر لهذه الحالة، ولكن يمكن إدارتها من خلال مراقبة نمو الجنين وحالته بشكل متكرر. قد يشمل ذلك فحوصات الموجات فوق الصوتية المتكررة، ومراقبة حركة الجنين، وإجراء اختبار عدم الإجهاد (non-stress test) لتقييم صحة الجنين. في بعض الحالات، قد يُوصَى بالولادة المبكرة إذا كانت صحة الجنين مهددة.

الوقاية والنصائح

على الرغم من أن بعض مشاكل المشيمة لا يمكن منعها تمامًا، إلا أن هناك خطوات يمكن اتخاذها لتقليل المخاطر:

  1. المتابعة الطبية المنتظمة: الالتزام بجميع مواعيد المتابعة مع الطبيب ضروري لمراقبة صحة الأم والجنين.
  2. إدارة الحالات الصحية المزمنة: يجب على النساء اللواتي يعانين من ارتفاع ضغط الدم أو السكري أو أمراض الكلى إدارة حالاتهن بعناية قبل وأثناء الحمل.
  3. تجنب التدخين والكحول والمخدرات: تزيد هذه العوامل من خطر الإصابة بالعديد من مشاكل المشيمة.
  4. تجنب الإصابات الجسدية: يجب توخي الحذر لتجنب الصدمات أو الإصابات في منطقة البطن.
  5. تجنب الولادات القيصرية غير الضرورية: في حال التخطيط للحمل مرة أخرى، يمكن مناقشة خيارات الولادة مع الطبيب لتقليل خطر المشيمة الملتصقة.

علاج مشاكل المشيمة

الخاتمة
تُعد مشاكل المشيمة تحديات جدية قد تواجه بعض النساء الحوامل. من خلال الوعي بهذه المشاكل، وأعراضها، وأسبابها، يمكن للمرأة الحامل اتخاذ خطوات استباقية للحفاظ على صحتها وصحة جنينها. إن المتابعة الدقيقة مع الطبيب، والالتزام بالإرشادات الطبية، والتعامل الفوري مع أي أعراض مقلقة، هي السبيل لضمان حمل آمن وولادة ناجحة.

تعليقات