📁 آخر الأخبار

تأثير الشاشات على نمو الطفل في المراحل العمرية الأولى

 تأثير الشاشات على نمو الطفل في المراحل العمرية الأولى

تأثير الشاشات على نمو الطفل في المراحل العمرية الأولى
تأثير الشاشات على نمو الطفل في المراحل العمرية الأولى هو موضوع حساس ومهم جدًا، لأنه يرتبط مباشرة بتطور الدماغ والمهارات الاجتماعية والعاطفية والمعرفية. خليني أشرح لك بشكل مبسّط وواضح كيف تؤثر الشاشات في كل جانب من جوانب النمو:

1. النمو العقلي والإدراكي

  1. التحفيز الزائد: كثرة الألوان والحركة السريعة على الشاشات تخلق نوعًا من التحفيز المفرط لدماغ الطفل، مما يجعل الأنشطة الطبيعية (مثل اللعب أو قراءة قصة) تبدو مملة.
  2. تأخر اللغة: الأطفال الذين يقضون وقتًا طويلًا أمام الشاشات يتفاعلون أقل مع الأهل، وهذا قد يؤدي إلى تأخر في تعلم اللغة والنطق، خاصة إذا كان المحتوى غير تفاعلي.
  3. الانتباه والتركيز: الدراسات تشير إلى أن الاستخدام المفرط للشاشات في سن مبكر يمكن أن يؤثر على قدرة الطفل على التركيز والانتباه في المستقبل.

2. النمو الاجتماعي والعاطفي

  1. ضعف التواصل العاطفي: التفاعل البشري وجهًا لوجه مهم جدًا لنمو الذكاء العاطفي، والشاشات تقلل من هذه التفاعلات.
  2. مشاكل في ضبط النفس: الطفل يتعود على الحصول على المتعة الفورية من الشاشات، مما يصعّب عليه لاحقًا تحمل الملل أو الانتظار.
  3. العزلة: الإفراط في الشاشات قد يجعل الطفل يفضلها على اللعب الاجتماعي مع الأطفال الآخرين، فيقلل من فرص تعلّم مهارات التفاعل.

3. النمو الجسدي

  1. قلة الحركة: الجلوس لفترات طويلة أمام الشاشات يقلل من النشاط البدني، ويزيد من خطر السمنة في الطفولة.
  2. اضطرابات النوم: الضوء الأزرق من الشاشات، خاصة قبل النوم، يؤثر على جودة النوم ويقلل إفراز الميلاتونين (هرمون النوم).
  3. مشاكل في النظر: الاستخدام المطوّل للشاشات قد يسبب إرهاقًا بصريًا أو يزيد من احتمالية الإصابة بقصر النظر.

ما هو الحدّ الآمن لاستخدام الشاشات للأطفال؟

وفقًا لتوصيات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال:

  • أقل من 18 شهرًا: لا يُنصح بأي نوع من الشاشات (باستثناء مكالمات الفيديو).
  • من 18 إلى 24 شهرًا: يمكن البدء بمحتوى تعليمي بسيط وتحت إشراف مباشر.
  • من 2 إلى 5 سنوات: لا يزيد عن ساعة في اليوم، مع محتوى عالي الجودة ومشاركة الأهل في المشاهدة.
  • بعد 6 سنوات: يجب وضع حدود متوازنة تضمن وجود وقت كافٍ للنوم، الدراسة، اللعب، والتفاعل الاجتماعي.

نصائح للحد من الأثر السلبي لاستخدام الشاشات على نمو الطفل

  • اختاري محتوى تفاعلي وتعليمي، وشاركي طفلك في المشاهدة.
  • خصصي أوقاتًا خالية من الشاشات (مثل وقت الطعام، وقبل النوم).
  • شجّعي طفلك على اللعب الحرّ والحركة.
  • كوني قدوة في استخدامك للشاشات.

نشاطات بديلة عن استخدام الشاشات

فيه أنشطة كثيرة حلوة، ممتعة، وتساعد الطفل يطور مهاراته من غير أي شاشة. خليني أرتبهم لك حسب المجالات:

أنشطة تنمّي الذكاء والتركيز

  • لعب البازل: يساعد على تطوير المهارات المنطقية والانتباه للتفاصيل.
  • القصص والقراءة: حتى لو كان عمره صغير، مجرد سماعه لصوتك وهو يسمع القصة ينمّي اللغة والخيال.
  • ألعاب المطابقة: مثل مطابقة الألوان، الأشكال، أو الصور المتشابهة.
  • العدّ بالأشياء: عد المكعبات، أو الفواكه، أو الألعاب الصغيرة.

أنشطة تنمّي الإبداع والتعبير

  • التلوين والرسم: حتى لو كانت خربشات، هي طريقة للتعبير عن المشاعر.
  • اللعب بالصلصال أو العجين: ممتاز لتقوية عضلات اليد والتخيل.
  • صناعة أشياء يدوية بسيطة: مثل عمل تاج من الورق، أو طيّ الطائرات.

أنشطة اجتماعية وتفاعلية

  • لعب التظاهر (التمثيل): مثل "أنا الدكتور وأنت المريض"، أو "أنا البائع وأنت الزبون".
  • اللعب الجماعي مع أطفال آخرين: في البيت أو الحديقة.
  • الغناء والرقص مع الأهل: تحفيز للمشاعر والمرح مع تفاعل حسي.

أنشطة حركية

  • الركض واللعب في الحديقة: ينمّي التوازن واللياقة.
  • القفز على الترامبولين الصغير أو نط الحبل.
  • لعب الكرة (رميها، إمساكها، أو حتى ضربها برجله).

أنشطة تهدئ الأعصاب وتزيد التركيز

  • اللعب بالماء: في حوض صغير مع ألعاب أو أكواب.
  • اللعب بالرمل أو الأرز الملون: تحفيز حسي ممتع ومهدئ.
  • اليوغا للأطفال أو تمارين التنفس البسيطة (بأسلوب ممتع).

أفكار إضافية حسب العمر:

  • سنة – سنتين: ترتيب المكعبات، المشي بمساعدة، اللعب بالماء، النظر في المرآة
  • 2 – 3 سنوات: تقليد أصوات الحيوانات، الرقص، اللعب بالألوان، ألعاب الترتيب
  • 3 – 5 سنوات: القصص، تمثيل الأدوار، التلوين بالأصابع، ألعاب الجمع والتصنيف

هل يمكن أن تسبب الشاشات حالة من الادمان؟

نعم، ممكن جدًا إن الشاشات تسبب حالة من الإدمان عند الأطفال – وحتى عند الكبار – لكنها تكون أخطر على الأطفال لأن دماغهم في مرحلة نمو وتشكُّل، وهنا الإدمان ما يكون بس نفسي، بل ممكن يؤثر فعليًا على التركيب العصبي للدماغ.

كيف يحدث "إدمان الشاشات" عند الأطفال؟

  • المكافأة الفورية: لما الطفل يشوف فيديو أو يلعب لعبة إلكترونية، الدماغ يفرز "الدوبامين" (هرمون السعادة). مع الوقت، يبدأ الدماغ يطلب هذا الشعور أكثر.
  • قلة التحفيز من الواقع: الألعاب أو الفيديوهات عادة تكون مليئة بألوان وحركة وأصوات، تخلي الواقع "ممل" بالنسبة له.
  • سلوك متكرر للهروب: الطفل يبدأ يطلب الشاشة إذا كان حزين، زهقان، أو حتى متضايق – يصير "يهرب" لها زي اللي يتعود على أكل الشوكولاتة وقت الزعل.

أعراض تدل على احتمال وجود إدمان

  1. نوبات غضب شديدة عند منعه من الشاشة.
  2. يفكّر فيها طول الوقت (حتى وهو ما يستخدمها).
  3. يرفض اللعب أو التواصل إلا من خلالها.
  4. فقدان الاهتمام بأنشطة كان يحبها.
  5. النوم القليل أو المتقطع.
  6. انخفاض في التحصيل الدراسي أو تطور المهارات (للأطفال الأكبر سنًا).

هل في دراسات تؤكد هذا؟

نعم. دراسات متعددة أثبتت إن الاستخدام المفرط للشاشات عند الأطفال (خاصة أقل من 5 سنوات) يرتبط بـ:

  • تأخر في الكلام واللغة.
  • صعوبات في الانتباه والتركيز.
  • ضعف العلاقات الاجتماعية.
  • زيادة القلق والتوتر.
  • سلوكيات اندفاعية (مثل نوبات الغضب بدون سبب واضح).

كيف نتعامل مع الموضوع لو شكّينا إنه فيه إدمان؟

  1. خفض استخدام الشاشات بشكل تدريجي، وليس فجأة.
  2. استبدال الوقت بشيء ممتع تاني: ألعاب واقعية، خروج للحديقة، وقت خاص مع الأم أو الأب.
  3. روتين يومي واضح: تحديد أوقات معينة للشاشة، وأوقات للنوم، والأكل، واللعب.
  4. القدوة مهمة جدًا: الطفل يقلّد، فلو يشوف الأهل يستخدمون الجوال طوال الوقت، بيتعلّق فيه أكثر.

خطة تدريجية للتقليل من استخدام الشاشات بدون نوبات غضب للطفل

هيا نبدأ بخطة لطيفة وذكية تساعد تقللين من وقت الشاشة بطريقة الطفل يتقبّلها بدون ما يشعر إنها "عقاب"، بل يشعر إنها استبدال بشئ أحلى.

هدفنا الأساسي:

تقليل استخدام الشاشة تدريجيًا، واستبدالها بأنشطة ممتعة، بدون نوبات غضب أو مقاومة.

خطة تدريجية لمدة أسبوعين (قابلة للتعديل حسب استجابة الطفل):

الأسبوع الأول:

1. تحديد الوقت بدقة

  • إذا الطفل يشاهد الشاشة مثلاً 3 ساعات، خفّضيها لـ2.5 ساعة أول 3 أيام، ثم لـ2 ساعة في نهاية الأسبوع.
  • دعه يعرف إن فيه "وقت شاشة" محدد، وننفذه على شكل روتين: "بعد ما نخلص الغداء، تشوف كرتونك المفضل 30 دقيقة".

2. ربط الشاشة بمهام إيجابية

  • "لما نخلص قصة اليوم، نقدر نشوف فيديو صغير".
  • أو "بعد ما نرتب الألعاب، نختار كرتون واحد".

3. البدء بدمج البدائل

  • كل مرة تنقصي وقت الشاشة، قدّمي بديل ممتع:
  • فقاعات صابون.
  • رسم بالأصابع.
  • سباق صغير داخل البيت.
  • لعبة جديدة بالبازل أو الصلصال.

4. استخدام مؤقت

  • خلي المؤقت يرن لما يخلص وقت الشاشة، ومع التكرار، الطفل يبدأ يفهم ويستوعب إن فيه "حد".

الأسبوع الثاني:

1. تقليل الوقت أكثر

  • نزل الوقت مثلاً لـ1.5 ساعة ثم ساعة وحدة فقط يوميًا.
  • ركّزي على وقت واحد في اليوم (مثلاً الصباح أو بعد العصر فقط).

2. تفعيل "وقت خاص معكِ"

  • خصصي وقت 20-30 دقيقة تلعبون فيه سوا بدون مشتتات. هذا يعوّضه عن وقت الشاشة ويعزز الرابط العاطفي بينكم.

3. إدخال أنشطة مفضلة حسب شخصيته

  • يحب الحركة؟ قدّمي تمارين بسيطة أو ألعاب مطاردة.
  • يحب التلوين؟ خصّصي له دفتر خاص.
  • يحب الموسيقى؟ قوموا بعمل جلسة غناء أو رقص.

4. "يوم بدون شاشة" (مرة في الأسبوع)

  • سميه اسم ممتع: "يوم اللعب الكبير"، "يوم السحر بدون شاشة"…
  • جهّزي جدول ممتع فيه أنشطة خفيفة (زي طبخ بسيط، صنع تاج، نزهة، قراءة قصة طويلة).

نصائح ذكية أثناء التطبيق:

  • لا تقولي "ما في شاشة"… قولي "اليوم عندنا مغامرة مختلفة!"
  • امدحيه إذا تقبّل التغيير ولو شوي: "أنا فخورة بك لأنك تركت الهاتف وتريد اللعب معي".
  • خلي عنده خيارات: "تريد التلوين ولا نلعب مطاردة؟"، حتى يشعر إنه صاحب القرار.

ادمان الشاشات
ما هو تأثير ادمان الاطفال للشاشات

تأثير إدمان الأطفال للشاشات كبير وعميق، ويمس جوانب كثيرة من نموهم الجسدي، النفسي، العقلي، والاجتماعي. مو بس مجرد "يقضي وقت طويل"، الإدمان فعليًا يغيّر من طريقة تطور دماغ الطفل وتعامله مع الحياة.

أولاً: التأثير على الدماغ والانتباه

  • انخفاض التركيز: كثرة التنقل بين المشاهد والألوان تجعل الطفل يتعوّد على "التحفيز السريع"، فتصير الأنشطة العادية (زي الدراسة أو الرسم) مملة بالنسبة له.
  • تشتت مستمر: الطفل ما يقدر يجلس لفترة طويلة على نشاط واحد بدون ما يطلب شيء "مثير" زي الشاشة.
  • اضطرابات في النوم: الضوء الأزرق من الشاشات يؤثر على إفراز هرمون النوم (الميلاتونين)، وبالتالي نوم الطفل يصير متقطع أو متأخر.

ثانيًا: التأثير النفسي والعاطفي

  • قلق وتوتر: بعض المحتويات (حتى لو كانت كرتون) تثير مشاعر خوف أو قلق ما يعرف الطفل يعبّر عنها.
  • نوبات غضب: لما يُمنع من الشاشة، يدخل في نوبة غضب أو صراخ – لأن دماغه صار يعتمد عليها كمصدر للراحة.
  • ضعف التعبير العاطفي: يقل التفاعل العاطفي مع الأهل لأنه تعوّد يتلقى المتعة من شيء جامد، مو من تواصل بشري.

ثالثًا: التأثير الاجتماعي

  • عزلة: يقل تفاعل الطفل مع أطفال أو ناس حوله، يفضل الجلوس مع الشاشة.
  • تأخر في المهارات الاجتماعية: ما يعرف كيف يلعب مع الآخرين، يشارك، أو ينتظر دوره.
  • صعوبة في تقبّل التوجيه: لأن الشاشة تعطيه "تحكم كامل"، فلما أحد يحاول يوجهه أو يصححه، يرفض.

رابعًا: التأثير الجسدي

  • قلة الحركة: الجلوس الطويل يقلل النشاط البدني، وهذا يؤدي لزيادة الوزن وضعف اللياقة.
  • مشاكل في النظر: إجهاد بصري أو بداية قِصر نظر.
  • تأخر في تطور المهارات الحركية الدقيقة: مثل الإمساك بالقلم أو التلوين، لأن إصبع الشاشة ما يطور اليد مثل اللعب الحقيقي.

خامسًا: التأثير على التحصيل الدراسي

  • صعوبة في الجلوس والتركيز داخل الصف.
  • مشاكل في الحفظ والاستيعاب.
  • فقدان الاهتمام بالتعلّم بسبب اعتياده على الترفيه السريع.

ومتى يكون الوضع خطير؟

إذا لاحظتي أحد هذه المؤشرات:

  • يبكي أو يصرخ عند منعه من الشاشة.
  • يفضل الشاشة على الأكل أو النوم أو حتى اللعب.
  • ما يقدر يستمتع بأي نشاط ثاني.
  • تأخر في الكلام، أو ضعف التواصل البصري.
  • نومه قليل أو متقلب. 

في الختام، يُعد استخدام الشاشات من قبل الأطفال سلاحًا ذا حدين، حيث يمكن أن يكون أداة تعليمية مفيدة إذا استُخدمت ضمن حدود وضوابط مناسبة، إلا أن الإفراط في استخدامها، خاصة في السنوات الأولى من عمر الطفل، قد يترك آثارًا سلبية عميقة على نموه العقلي، والعاطفي، والجسدي. ومن هنا تأتي أهمية وعي الأهل بدورهم في تنظيم هذا الاستخدام، وتوفير بدائل تربوية وتفاعلية تُسهم في تنمية مهارات الطفل بشكل صحي ومتوازن. إن بناء مستقبل أطفالنا يبدأ من قرارات بسيطة لكنها مؤثرة، أبرزها: كيف ومتى ولماذا نسمح لهم باستخدام الشاشات.


 

 

 

تعليقات