📁 آخر الأخبار

ضعف البصر عند الأطفال

 ضعف البصر عند الأطفال

تُعدّ حاسة البصر من أهم الحواس التي يعتمد عليها الطفل في اكتساب المهارات والتفاعل مع محيطه. ومن المؤسف أن ضعف البصر عند الأطفال قد لا يُكتشف في وقت مبكر، مما يؤثر سلبًا على تطورهم العقلي والسلوكي. في هذا المقال، نسلّط الضوء على أبرز أسباب ضعف البصر لدى الأطفال، مع شرح تفصيلي لكل منها، وأهمية الفحص البصري المبكر في الوقاية والعلاج.

 

ضعف البصر عند الأطفال

1. العيوب الانكسارية Refractive Errors

تُعدّ العيوب الانكسارية من أكثر الأسباب شيوعًا لضعف البصر، وتشمل:

  •     قصر النظر Myopia: حيث يرى الطفل الأشياء القريبة بوضوح، لكنه يعاني في رؤية الأجسام البعيدة.
  •     طول النظر Hyperopia: حيث يرى الأشياء البعيدة بشكل أفضل من القريبة، مما قد يسبب صداعًا وإجهادًا في العين.
  •     الاستجماتيزم Astigmatism: ويحدث نتيجة تشوه في شكل القرنية، ويؤدي إلى رؤية ضبابية على جميع المسافات.

2. كسل العين Amblyopia

يُعرف أيضًا بـ"العين الكسولة"، ويحدث عندما يفشل الدماغ في استخدام إحدى العينين بشكل فعال، غالبًا بسبب حول أو فرق في درجات النظر بين العينين. يُعدّ العلاج المبكر ضروريًا لتفادي فقدان دائم في الرؤية.

3. الحول Strabismus

يتسبب الحول بانحراف العينين عن بعضهما البعض، مما يؤدي إلى إرسال إشارات بصرية مختلفة إلى الدماغ. في حال لم يُعالج، قد يُطوّر الطفل كسلًا بصريًا في إحدى العينين.

4. الأمراض الوراثية:

تلعب العوامل الوراثية دورًا مهمًا في بعض حالات ضعف البصر، مثل:

  • الضمور الشبكي الوراثي Retinal Dystrophy
  • اعتلال العصب البصري الوراثي

    هذه الحالات غالبًا ما تتطلب تدخلًا متخصصًا وعلاجًا طويل الأمد.

5. التهابات العين وإصاباتها:

العدوى المتكررة مثل التهاب الملتحمة أو التعرض لإصابات مباشرة قد يؤدي إلى تلف أنسجة العين أو تندب القرنية، مما يؤثر على الرؤية بشكل دائم.

6. الأمراض العصبية:

بعض الاضطرابات العصبية مثل الشلل الدماغي قد تؤثر على مراكز الإبصار في الدماغ، ما ينعكس على قوة البصر.

7. سوء التغذية ونقص الفيتامينات:

يُعدّ نقص فيتامين (A) أحد الأسباب المعروفة لتدهور الرؤية الليلية وجفاف العين، وهو عنصر أساسي لصحة الشبكية.

 

 

عادات حياتية تضعف البصر

عادات حياتية تؤدي إلى ضعف البصر عند الاطفال

لا تقتصر أسباب ضعف البصر على العوامل الوراثية أو الصحية فحسب، بل إن بعض العادات اليومية قد تسهم في تدهور الرؤية تدريجيًا، ومنها:

الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية:

    قضاء فترات طويلة أمام الشاشات (الهواتف، الأجهزة اللوحية، التلفاز) يجهد عضلات العين، ويؤدي إلى جفافها وتشوش الرؤية، خاصة في غياب فترات راحة منتظمة.

القراءة أو الدراسة في إضاءة ضعيفة:

الإضاءة غير الكافية تُجبر العين على بذل مجهود أكبر للتركيز، مما قد يُسرّع ظهور العيوب الانكسارية مثل قصر النظر.

الاقتراب المفرط من الكتب أو الشاشات:

من العلامات التي قد تشير لوجود مشكلة في النظر، كما أن تعويد الطفل على النظر عن قرب بشكل دائم قد يفاقم قصر النظر مع الوقت.

نقص النشاط البدني والتعرض لأشعة الشمس:

قضاء وقت كافٍ في الهواء الطلق والتعرض للضوء الطبيعي يساعد في نمو العين بشكل سليم ويقلل من خطر الإصابة بقصر النظر.

قلة النوم:

    النوم غير الكافي يؤثر على راحة العين ويؤدي إلى تهيجها، كما يؤثر على قدرة الطفل على التركيز والرؤية بشكل واضح.

أسباب ضعف البصر عند الأطفال


طرق الوقاية ونمط الحياة البصري الصحي للأطفال

إن تبني نمط حياة صحي يمكن أن يسهم بشكل فعّال في الوقاية من ضعف البصر لدى الأطفال. ومن أبرز النصائح التي يُوصى باتباعها:

 تنظيم استخدام الشاشات:

توصي جميع المنظمات الخاصة بطب الأطفال بعدم زيادة وقت استخدام الأطفال للشاشات لأكثر من ساعة واحدة يوميًا فقط للمرحلة العمرية بين سنتين وخمس سنوات، مع أخذ استراحات بشكل منتظم كل 20 دقيقة، بحيث ينظر الطفل إلى شيء يبعد 20عن عينه قدمًا لمدة 20 ثانية.

 تشجيع اللعب في الهواء الطلق:

    قضاء ساعتين على الأقل يوميًا في الضوء الطبيعي يساعد على تقليل خطر الإصابة بقصر النظر، بالإضافة إلى تعزيز الصحة العامة.

    ضمان إضاءة جيدة أثناء الدراسة أو القراءة:

    ينبغي توفير إضاءة مناسبة عند القراءة أو أداء الواجبات المدرسية لتقليل الضغط على العين.

 الاهتمام بالتغذية الغنية بالفيتامينات:

    تساعد الأغذية الغنية بفيتامين A (مثل الجزر، البطاطا الحلوة، السبانخ)، وأوميغا-3 (مثل الأسماك الدهنية) على دعم صحة العين ونمو الشبكية بشكل سليم.

جدولة فحوصات بصرية منتظمة:

ينبغي إجراء فحص بصري شامل للأطفال مرة واحدة على الأقل في السنة، حتى في حال عدم وجود أعراض واضحة، للكشف المبكر عن أي مشكلات.

النوم الكافي:

    الحصول على قسط كافٍ من النوم يوميًا يُسهم في استعادة نشاط العين وتجديد أنسجتها.

 

الوقاية من ضعف البصر عند الأطفال

علامات تأخر النمو البصري عند الرضع

النمو البصري السليم هو جزء أساسي من تطور طفلك في عامه الأول، والملاحظة الدقيقة من الأم تُعد المفتاح الأول لاكتشاف أي خلل مبكرًا. لا تترددي في استشارة الطبيب إذا شعرتِ أن نظر طفلك لا يتطور كما ينبغي. التدخل المبكر يصنع فارقًا كبيرًا في حياة الطفل.

كيف تكتشفينها في الوقت المناسب؟

يمر النمو البصري للرضيع بمراحل دقيقة تبدأ منذ الولادة وتتطور بسرعة خلال السنة الأولى من حياته. وقد لا تدرك الكثير من الأمهات أن التأخر في هذه المرحلة الحساسة قد يؤثر على تطور الطفل الحسي والحركي والمعرفي. في هذا المقال، نسلّط الضوء على مراحل تطور بصر الرضيع، ونستعرض أبرز العلامات التي قد تشير إلى وجود تأخر، بالإضافة إلى نصائح عملية لمساعدتك في دعم صحة طفلك البصرية.

تطور النظر عند الرضع: شهر بشهر

  1. من الولادة إلى عمر شهر: يرى الطفل الضوء والظلال، لكنه لا يميز التفاصيل. يبدأ في التفاعل مع الوجه البشري.
  2. من شهر إلى ثلاثة أشهر: يتابع الأشياء المتحركة بعينيه، ويبدأ بالتركيز لفترات قصيرة.
  3. من أربعة إلى ستة أشهر: يكتشف الألوان، ويتابع الأجسام المتحركة بشكل أكثر دقة، ويبدأ بمحاولة الوصول إليها.
  4. من ستة إلى اثني عشر شهرًا: يزداد التنسيق بين العين واليد، ويتعرف على الوجوه والأشياء من مسافات أكبر.


علامات تأخر النمو البصري عند الرضع

إذا لاحظتِ إحدى العلامات التالية، فقد يكون هناك تأخر في النمو البصري يستدعي تقييمًا طبيًا:

  • عدم تتبع الأشياء المتحركة بعينيه بعد عمر شهرين.
  • عدم التركيز على وجه الأم أو الأب عند الاقتراب منه.
  • عدم الاستجابة للضوء الساطع أو الألوان الزاهية.
  • حول مستمر في إحدى العينين بعد عمر 6 أشهر.
  • صعوبة في الوصول للألعاب أو مسكها بشكل دقيق.
  • كثرة رمش العين أو فركها بدون سبب واضح.
  • عدم التعرف على الوجوه أو التفاعل البصري مع المحيط.

 

الفرق بين التأخر البصري والمشاكل العصبية

قد يكون التأخر البصري نتيجة ضعف في العين نفسها أو في الاتصال بين العين والدماغ (المراكز العصبية البصرية). بينما المشاكل العصبية تترافق غالبًا مع أعراض أخرى كالتشنجات أو تأخر في المهارات الحركية. الطبيب المختص هو القادر على التمييز الدقيق بينهما من خلال الفحوصات.

متى يجب زيارة طبيب العيون؟

ينصح بزيارة طبيب العيون للأطفال في الحالات التالية:

  • استمرار الأعراض السابقة بعد عمر 3 أو 6 أشهر
  • وجود تاريخ عائلي بأمراض وراثية بصرية
  • ولادة الطفل قبل موعده (الخدج)
  • في حال كان الطفل لا يتفاعل بصريًا مع محيطه كما هو متوقع لعمره

 

كيف تحفزين التطور البصري لدى رضيعك؟

  1.     التحدث مع الطفل عن قرب مع تغيير تعابير الوجه.
  2.     تحريك الألعاب الملونة أمامه وتحفيزه على تتبعها.
  3.     استخدام كتب قماشية تحتوي على صور كبيرة وملونة.
  4.     تعريض الطفل للضوء الطبيعي باعتدال.
  5.     تخصيص وقت للعب اليومي بعيدًا عن الشاشات.



إن ضعف البصر عند الأطفال ليس مجرد مشكلة صحية بل قد يؤثر على تحصيلهم الدراسي وتفاعلهم الاجتماعي ونموهم النفسي. لذلك، فإن وعي الأهل بأسباب ضعف البصر، ومراقبة العلامات المبكرة، وإجراء الفحوصات الدورية يعدّ أمرًا بالغ الأهمية. الوقاية تبدأ بالملاحظة، والعلاج يبدأ بالتشخيص المبكر.لا تترددي في استشارة طبيب العيون فور ملاحظتك أي تغيّر في سلوك طفلك البصري.

 

 

 

تعليقات