📁 آخر الأخبار

انماط التعلم المختلفة للأطفال

 أنماط التعلم المختلفة للطفل

انماط التعلم عند الاطفال

هل سبق لكِ أن تساءلتِ لماذا يستمتع طفلكِ بمشاهدة الصور أكثر من الاستماع للشرح؟ أو لماذا لا يمل من الحركة أثناء التعلم؟ هذا ليس مجرد سلوك عشوائي، بل هو انعكاس لطريقة عقله في استقبال المعلومات، أو ما يُعرف بـ"أنماط التعلم".
فهم أنماط التعلم يساعد الأهل والمربين على تهيئة بيئة تعليمية داعمة، ويعزز قدرة الطفل على اكتساب المعرفة بأسلوب يناسبه. في هذا المقال، نتعرف سويًا على أنماط التعلم المختلفة للأطفال، وخصائص كل نمط، وكيفية توظيفها لتحفيز الطفل على التعلم والقراءة بفعالية أكبر.

أنماط التعلم المختلفة للطفل

إليك شرحًا تفصيليًا لأنماط التعلم المختلفة لدى الأطفال، وهي من المفاهيم التربوية الأساسية التي تساعد الأهل والمربين على فهم الطريقة الأنسب لتعليم الطفل وتوجيهه، خاصة في موضوع مثل القراءة أو اكتساب المهارات.

أولاً: ما هي أنماط التعلم؟

أنماط التعلم (Learning Styles) تشير إلى الطرق المختلفة التي يُفضّل الأطفال من خلالها استقبال المعلومات وفهمها ومعالجتها.
لا يوجد نمط "أفضل" من الآخر، بل يُولد كل طفل بميل طبيعي نحو نمط أو أكثر، ويمكن تدريبه على تطوير باقي الأنماط تدريجيًا.

أنماط التعلم الرئيسية للأطفال:

1. النمط البصري (Visual Learner)

الطفل الذي يتعلم من خلال ما يراه يفهم المعلومات بشكل أفضل عندما تُعرض عليه بصريًا عن طريق الصور، الرسوم، الخرائط، الألوان، أو الفيديوهات.

السمات:

  1. يحب الصور التوضيحية والرسومات.
  2. يتذكر التفاصيل التي يراها أكثر مما يسمعها.
  3. يُفضل الكتب المصورة.
  4. يُحب تنظيم الأشياء وترتيبها.

طرق تعليمية مناسبة:

  1. استخدام الكتب المصورة الملونة.
  2. عرض المعلومات في مخططات أو جداول.
  3. تكليف الطفل برسم القصة بعد قراءتها.
  4. استخدام بطاقات مصورة للتمارين.

2. النمط السمعي (Auditory Learner)

الطفل الذي يتعلم من خلال السمع والكلام يفهم الأفكار بشكل أفضل عند سماعها أو مناقشتها.

السمات:

  1. يستمتع بالاستماع إلى القصص والحكايات.
  2. يُحب الأغاني التعليمية أو الأناشيد.
  3. يتحدث كثيرًا ويطرح الأسئلة شفهيًا.
  4. يتذكر الكلمات والمحادثات بسهولة.

طرق تعليمية مناسبة:

  1. قراءة القصص بصوت مرتفع.
  2. مناقشة القصة أو إعادة سردها شفوياً.
  3. استخدام الأناشيد التعليمية لحفظ المعلومات.
  4. تسجيل دروس أو قصص ليستمع إليها لاحقًا.

3. النمط الحركي (Kinesthetic Learner)

الطفل الذي يتعلم من خلال الحركة واللمس والتجربةيفضل الأنشطة التي تتضمن استخدام الجسم أو اليدين.

السمات:

  1. لا يستطيع الجلوس لفترة طويلة.
  2. يحب اللعب بالأشياء واكتشافها.
  3. يتعلّم من خلال التجارب العملية.
  4. يعبر عن نفسه بالحركات والإيماءات.

طرق تعليمية مناسبة:

  1. تمثيل القصص والحركات التمثيلية.
  2. استخدام دمى وألعاب لشرح المفاهيم.
  3. إشراك الطفل في أنشطة فنية مرتبطة بالقراءة (مثل صنع شخصيات القصة).
  4. استخدام القصص التفاعلية التي تتطلب اللمس أو النشاط.

4. النمط القرائي/الكتابي (Reading/Writing Learner)

الطفل الذي يتعلم من خلال القراءة والكتابة يميل إلى التعامل مع النصوص والدفاتر أكثر من الصور أو الأحاديث.

السمات:

  1. يُحب قراءة الكتب والكلمات.
  2. يدوّن الملاحظات ويكتب القصص.
  3. يتعلم من خلال تلخيص أو كتابة المحتوى.
  4. ينجذب إلى القوائم والتعليمات المكتوبة.

طرق تعليمية مناسبة:

  1. تشجيعه على كتابة ملخصات أو مذكرات يومية.
  2. تدريبه على كتابة قصصه الخاصة.
  3. تقديم أوراق عمل وتمارين كتابة.
  4. إعطاؤه قوائم مفردات أو قصص يقرأها بنفسه.

ملاحظات مهمة:

  1. معظم الأطفال لا ينتمون إلى نمط واحد فقط، بل مزيج من اثنين أو أكثر.
  2. من المهم ملاحظة تفضيلات الطفل الطبيعية ثم تقديم الأنشطة التعليمية المتنوعة.
  3. التنويع في طرق التعليم يُساعد على تحفيز دماغ الطفل بالكامل وتنمية مهارات شاملة.

كيف أستخدم أنماط التعلم في القراءة؟

من الضروري معرفة أن كل نمط يحتاج إلى طريقة مختلفة للتحفيز على القراءة كما يلي:

  1. البصري:كتب مصورة، خرائط ذهنية، رسوم توضيحية للقصة.
  2. السمعي:قراءة بصوت عالٍ، بودكاست للأطفال، مناقشة القصة شفويًا.
  3. الحركي:تمثيل القصص، استخدام دمى يدوية، أنشطة فنية للقصة.
  4. القرائي/الكتابي:كتابة القصة، إعداد ملخص، قراءة كتب مفصلة بدون صور.
    أنماط التعلم

معلومات مهمة عن أنماط التعلم:

إليك معلومات إضافية وعميقة عن أنماط التعلم عند الأطفال تساعدك على فهم هذا المفهوم بصورة أشمل، سواء من ناحية علمية أو تطبيقية:

1. أنماط التعلم ليست ثابتة

يُولد الطفل بميل معين، لكن مع الوقت والتجارب، يمكن تنمية باقي الأنماط.
الأفضل هو تقديم مزيج من الأنشطة لتنشيط أكثر من نمط في الوقت نفسه.
مثال: قراءة قصة (نمط سمعي) مع مشاهدة صورها (بصري) وتمثيلها (حركي) وكتابة تلخيص (قرائي).

2. أهمية اكتشاف النمط السائد مبكرًا

يساعد الأهل على اختيار طريقة التعليم المناسبة لتقوية الفهم وتجنب الإحباط أو الملل.
كما يوفّر على الطفل المعاناة من أساليب تدريس لا تُناسبه في المدرسة.
ملاحظة: بعض المدارس تعتمد نمطًا موحدًا في الشرح، وقد يُعاني الطفل إذا لم يُطابق نمطه الخاص.

3. ارتباط أنماط التعلم بالذكاءات المتعددة

أنماط التعلم تتقاطع مع نظرية "الذكاءات المتعددة" لهوارد جاردنر، كل نوع من أنواع الذكاء  يقابله نوع من أنماط التعلم، ومنها:

  1. اللغوي:القراءة/الكتابة، السمعي
  2. البصري:المكاني ، البصري
  3. الجسدي: الحركي، الحركي
  4. الاجتماعي (الذكاء التفاعلي) ،الحركي + السمعي (في التفاعل)
  5. الذكاء الذاتي: القراءة/الكتابة

4. أثر نمط التعلم على الثقة بالنفس

عندما يُدرّس الطفل بأسلوب يُناسب نمطه، يشعر بالنجاح ويزيد حماسه للتعلم.
أما إذا فُرض عليه نمط لا يناسبه، فقد يُصاب بالإحباط ويعتقد أنه "لا يفهم" أو "ليس ذكيًا".

5. أدوات تقييم نمط التعلم

يمكن استخدام اختبارات مبسطة للأطفال (كتقييم VARK مثلًا) أو ملاحظة السلوك اليومي:

  1. طفل يحب مشاهدة الفيديوهات أكثر من السماع، النمط المحتمل:بصري
  2. طفل يطلب أن تروي له القصة بدلًا من قراءتها بنفسه/ النمط المحتمل: سمعي
  3. طفل يتحرك كثيرًا أثناء المذاكرة، النمط المحتمل:حركي
  4. طفل يحب الكتابة أو النسخ أو القراءة الصامتة، النمط المحتمل:قرائي/كتابي

6. كيف تساعد أنماط التعلم في التعامل مع صعوبات التعلم؟

بعض الأطفال يعانون من ضعف في النمط السمعي أو القرائي، مما ينعكس على القراءة أو الاستيعاب.
عند دعمهم بالنمط الأقوى لديهم (مثلاً: بصري أو حركي)، يمكن تجاوز الصعوبات الدراسية تدريجيًا.

7. دمج الأنماط في الأنشطة اليومية

يمكن تحويل أبسط الأنشطة المنزلية إلى فرص تعليمية متنوعة:

  • نشاط ترتيب الألعاب حسب اللون، نمط التعلم المستهدف: بصري
  • نشاط غناء أناشيد مع الحركات، نمط التعلم المستهدف: سمعي + حركي
  • نشاط كتابة قائمة مشتريات، نمط التعلم المستهدف: قرائي/كتابي
  • نشاط تمثيل قصة قبل النوم،نمط التعلم المستهدف: حركي + سمعي + بصري

8. أنماط التعلم وطرق التحفيز على القراءة

كل نمط يحتاج لأسلوب تحفيزي مختلف:

  • البصري: صور جذابة، كتب ثلاثية الأبعاد، رسوم كرتونية.
  • السمعي: كتب صوتية، قراءة جماعية، مسرحيات.
  • الحركي: ألعاب تربط بين القصة والحركة، ورشات فنية.
  • القرائي: مكتبة شخصية، دفتر تدوين يومي، مسابقات كتابة.


في الختام


لكل طفل طريقته الخاصة في التعلم، وما يبدو كضعف أو تشتت قد يكون ببساطة نتيجة لاستخدام أسلوب لا يناسب نمطه. إن إدراكنا لأنماط التعلم المختلفة يساعدنا على فهم أطفالنا بعمق، ويسهّل علينا اختيار الطريقة المناسبة لتعليمهم وتشجيعهم.
فحينما نوفر لهم البيئة المناسبة لطريقتهم في الفهم والاستيعاب، فإننا لا نُسهل عليهم التعليم فحسب، بل نبني لهم ثقةً بأنفسهم وحبًا دائمًا للمعرفة. لنكن دائمًا مرنين، نراقب، ونكتشف، فالتعليم الناجح يبدأ من فهمنا لطبيعة عقل الطفل قبل تقديم المعلومة.

تعليقات