📁 آخر الأخبار

هرمون النمو: متى يكون نقصه أو زيادته خطرًا؟

 كل ما تود معرفته عن هرمون النمو

هرمون النمو

يُعد هرمون النمو (Growth Hormone) أحد أهم الهرمونات التي تفرزها الغدة النخامية الأمامية، ويؤثر على معظم أنشطة الجسم الحيوية المتعلقة بالنمو، وتجديد الأنسجة، وتنظيم عمليات الأيض. في هذا المقال، نستعرض معًا جميع الجوانب المتعلقة بهرمون النمو، من وظائفه الأساسية وحتى اضطرابات إفرازه وطرق العلاج.

ما هو هرمون النمو؟

هرمون النمو، أو ما يُعرف علميًا باسم السوماتوتروبين (Somatotropin)، هو هرمون بروتيني يتكون من 191 حمضًا أمينيًا، ويتم إفرازه من الفص الأمامي للغدة النخامية الموجودة في قاعدة الدماغ. يُفرز هذا الهرمون استجابةً للإشارات العصبية القادمة من منطقة تحت المهاد (الهايبوثالاموس)، ويلعب دورًا محوريًا في تحفيز النمو الجسدي والطولي، خاصة في مرحلة الطفولة والمراهقة.

وظائف هرمون النمو في الجسم

يمارس هرمون النمو تأثيره المباشر وغير المباشر عبر مجموعة واسعة من العمليات الحيوية:

  1. تحفيز النمو الطولي عند الأطفال والمراهقين:يحفز GH نمو العظام والغضاريف، لا سيما العظام الطويلة، مما يسهم في زيادة الطول خلال سنوات النمو الأولى وحتى سن البلوغ. 
  2. تعزيز بناء الكتلة العضلية: يساهم في تصنيع البروتين داخل الخلايا العضلية، مما يساعد على زيادة القوة العضلية والكتلة النسيجية، خاصة أثناء فترة التعافي بعد التمارين أو الإصابات. تكسير الدهون واستخدامها كمصدر للطاقة
  3. ينشّط هرمون النمو عملية تحلل الدهون (Lipolysis)، حيث يحفّز تكسير الخلايا الدهنية واستخدام الدهون كمصدر للطاقة، مما يساهم في تقليل نسبة الدهون في الجسم.
  4.  تنظيم استقلاب السكر: له تأثير مقاوم للأنسولين، إذ يقلل من دخول الجلوكوز إلى الخلايا، مما يؤدي إلى ارتفاع مؤقت في سكر الدم، وهو أمر طبيعي ضمن مستويات معينة.
  5.  تحفيز إفراز IGF-1: يقوم هرمون النمو بتحفيز الكبد على إفراز عامل النمو الشبيه بالأنسولين (IGF-1)، وهو هرمون يلعب دورًا محوريًا في تعزيز معظم وظائف GH، خاصة تلك المتعلقة بالنمو الخلوي والتجديد.

متى يُفرز هرمون النمو؟

يُفرز هرمون النمو بطريقة نبضية خلال اليوم، ولكن هناك عوامل تزيد من إفرازه بشكل واضح، منها:

  1. النوم العميق: خاصة أثناء المرحلة الثالثة والرابعة من النوم (slow-wave sleep).
  2. التمارين الرياضية: تحفز الجهد البدني، خصوصًا التمارين الهوائية والمقاومة، زيادة إفراز الهرمون.
  3. نقص سكر الدم: يؤدي الصيام أو انخفاض الجلوكوز في الدم إلى تحفيز إفراز GH.
  4. التوتر أو الصدمات الجسدية: يفرز الجسم الهرمون كجزء من استجابة التوتر لمساعدة الجسم على التعافي.

أسباب نقص هرمون النمو

يمكن أن يكون نقص هرمون النمو خلقياً أو مكتسباً، ومن أبرز الأسباب:

  • عيوب خلقية في الغدة النخامية أو منطقة تحت المهاد.
  • وجود أورام في الدماغ تؤثر على الغدة النخامية.
  • إصابات الرأس الشديدة أو النزيف الدماغي.
  • العلاج الإشعاعي أو الجراحي للدماغ.

أعراض نقص هرمون النمو

1-عند الأطفال:

  1. قصر القامة مقارنة بأقرانهم.
  2. بطء ملحوظ في معدل النمو السنوي.
  3. تأخر في ظهور الأسنان.
  4. تأخر سن البلوغ أو غيابه.
  5. بنية جسمية صغيرة وغير متناسقة.

2-عند البالغين:

  1. فقدان الكتلة العضلية.
  2. زيادة الدهون، خاصة في منطقة البطن.
  3. ضعف العظام (هشاشة).
  4. انخفاض مستوى الطاقة والتعب المزمن.
  5. تقلبات مزاجية واكتئاب.
  6. ضعف القدرة القلبية والأداء البدني.

زيادة هرمون النمو (فرط الإنتاج)

يحدث عادة بسبب وجود ورم حميد في الغدة النخامية، مما يؤدي إلى فرط إفراز الهرمون:
عند الأطفال: العملقة (Gigantism)

  1. نمو مفرط في الطول والوزن.
  2. تضخم واضح في اليدين والقدمين.
  3. تأخر في إغلاق نهايات العظام.

عند البالغين: الضخامة الطرفية (Acromegaly)

  1. تضخم في الأنف، الشفاه، اليدين، القدمين، واللسان.
  2. خشونة ملامح الوجه.
  3. مشاكل في المفاصل والعظام.
  4. ارتفاع ضغط الدم وصعوبات في التنفس.

كيفية تشخيص اضطرابات هرمون النمو

نظرًا لتذبذب مستواه خلال اليوم، يصعب الاعتماد على فحص هرمون النمو وحده. تشمل الفحوصات الأكثر دقة:

  1. تحليل IGF-1: مؤشر ثابت ويعكس نشاط GH.
  2. اختبار التحفيز (Stimulation Test): يُستخدم لتشخيص نقص GH، حيث يتم تحفيز الجسم لإفراز الهرمون بواسطة أدوية معينة ثم قياس النسبة.
  3. اختبار الكبح (Suppression Test): يُستخدم لتشخيص فرط الهرمون عبر إعطاء الجلوكوز ومراقبة استجابة الجسم.
    اضطرابات هرمون النمو

علاج اضطرابات هرمون النمو

1-في حالة النقص:
العلاج التعويضي بهرمون النمو الصناعي: يُعطى عبر الحقن تحت الجلد بجرعات يومية.
يستخدم للأطفال لتحفيز النمو، وللبالغين لتحسين التمثيل الغذائي والوظائف الحيوية.
2-في حالة الزيادة:

  • الجراحة لإزالة الورم النخامي.
  • العلاج الدوائي: باستخدام أدوية تقلل إفراز GH مثل:أوكتريوتيد (Octreotide)، بيغفيسومانت (Pegvisomant).
  • العلاج الإشعاعي: في حال فشل الجراحة أو عدم الاستجابة للدواء.

الاستخدامات غير الطبية لهرمون النمو

يُستخدم هرمون النمو أحيانًا خارج الأطر الطبية لأغراض غير قانونية، منها:

  • زيادة الكتلة العضلية بين لاعبي كمال الأجسام.
  • محاربة علامات التقدم في السن.
  • تحسين الأداء الرياضي.

لكن هذه الاستخدامات غير آمنة، وقد تسبب أعراضًا جانبية خطيرة مثل ارتفاع ضغط الدم، السكري، واضطرابات القلب، كما أنها محظورة دوليًا من قِبل المنظمات الرياضية.

مخاطر استخدام هرمون النمو الصناعي دون إشراف طبي

  • تضخم الأعضاء الداخلية (مثل القلب والكبد).
  • احتباس السوائل والانتفاخ.
  • زيادة خطر السكري.
  • ألم المفاصل والعضلات.
  • متلازمة النفق الرسغي.

أطعمة تساعد على تعزيز إفراز هرمون النمو طبيعيًا

بعض الأغذية تعزز إفراز GH بطريقة طبيعية، مثل:

  1. البروتينات الحيوانية (البيض، اللحوم، الأسماك)
  2. الحليب ومنتجات الألبان
  3. المكسرات والبقوليات
  4. الخضروات الورقية (كالسبانخ والكرنب)
  5. الأطعمة الغنية بالأرجنين (كالعدس وبذور اليقطين)

نمط الحياة وأثره على هرمون النمو

  1. النوم الكافي: النوم العميق لمدة 7-9 ساعات مهم جدًا لإفراز GH.
  2. الرياضة المنتظمة: خاصة تمارين المقاومة والتمارين الهوائية.
  3. الصيام المتقطع: يزيد من حساسية الجسم للأنسولين ويحفز إفراز GH.
  4. تقليل السكريات: الإفراط في تناول السكر يقلل من إفراز GH.

العلاقة بين هرمون النمو والصحة النفسية

تشير الأبحاث الحديثة إلى أن لهرمون النمو دورًا غير مباشر في الصحة النفسية، خاصة من خلال تأثيره على:

  1. المزاج والطاقة: نقص GH عند البالغين قد يرتبط بالاكتئاب، التعب، وانخفاض الدافعية.
  2. الوظائف المعرفية: بعض الدراسات تُظهر تحسنًا في الذاكرة والتركيز بعد العلاج بهرمون النمو لدى من يعانون من نقص مزمن.
  3. النوم الجيد: GH يُفرز خلال النوم العميق، والعكس صحيح، فاضطرابات النوم تؤثر سلبًا على إفرازه.

خلاصة
هرمون النمو هو عنصر أساسي في نمو الإنسان وتوازنه الحيوي، لكن اختلال مستوياته قد يسبب مشكلات صحية معقدة سواء بالنقص أو الزيادة. لذلك، يجب الانتباه إلى الأعراض المرتبطة به، والاستعانة بالتحاليل الدقيقة لتشخيص أي اضطراب. أما العلاج، فيعتمد على السبب ويجب أن يكون تحت إشراف طبي متخصص لضمان السلامة والفعالية.

تعليقات